2022-ceo-wc

طارق عبد الرحمن السدحان

الرئيس التنفيذي

كلمة الرئيس التنفيذي

شهد العام 2022 تسجيلنا لنجاحات غير مسبوقة ومنجزات ونتائج استثنائية على كافة الأصعدة تضاهي ما حققناه في الأعوام الماضية.

شهد العام 2022م تسجيلنا لنجاحات غير مسبوقة ومنجزات ونتائج استثنائية على كافة الأصعدة تضاهي ما حققناه في الأعوام الماضية، وأتت هذه النجاحات كنتيجة لما قمنا به من تخطيط مسبق ومدروس تماشت فيه رغباتنا وطموحاتنا مع تطلعات موظفينا في تحقيق مستهدفات استراتيجيتنا الحالمة إلى أن نصبح البنك المفضل في المملكة بحلول العام 2025م، التي بدورها ترتكز على أن نصبح الخيار الأول للعملاء والموظفين، والأكثر ربحية، والأكثر كفاءة، والأعلى في التمكين الرقمي، وكان لشغفنا وصدق عزيمتنا الدور المحوري في ما تم تحقيقه من نتائج استثنائية هذا العام.

الأداء المالي

في عام 2022م كان الاقتصاد السعودي يغرد وحيدًا وسط تأثر الاقتصاديات العالمية التي تأن تحت وطأة التضخم والركود إثر تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا؛ إذ حقق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي معدل نمو قدره 8.7%، ويعود ذلك إلى نمو الأنشطة النفطية بمعدل 15.4%، فيما حققت الأنشطة غير النفطية معدل نمو قدره 5.4%، إضافة إلى نمو أنشطة الخدمات الحكومية بمقدار 2.2%.

أرقام استثنائية لم يسجلها الاقتصاد السعودي منذ ما يقارب عقد من الزمن، لم تأتِ من فراغ أو بمحض الصدفة بل نتاج رؤية حكيمة وثاقبة، وتناغم بين القطاعين العام والخاص، لا سيما القطاع المصرفي باعتباره أحد روافد الاقتصاد السعودي، ويعتبر بنك الرياض جزءًا رئيسيًّا منه.

وفي هذا الإطار سجَّل بنك الرياض صافي أرباح هو الأعلى على الإطلاق ب 7.0 مليار ريـال سعودي وبنمو 16.5% مقارنة بعام 2021م.

ولأن الجوائز، كما الأرقام، دالة على النجاح والتفوق والتميز، حصد بنك الرياض في 2022م على جوائز CIPD في مجالات المساواة في بيئة العمل، وأفضل استراتيجية تدريب وتطوير رأس المال البشري واستراتيجية الاستقطاب. كما استحوذنا على العديد من الجوائز في مجال إثراء تجربة العملاء، وارتفعت نسب رضا العملاء لتسجل أرقامًا استثنائية؛ حيث أشارت النتائج إلى تحقيق نسبة 84% بحسب تقرير البنك المركزي السعودي.

بنك رقمي

لم ندّخر أي جهد لنكون في طليعة البنوك التي أتمتت ورقمنت كافة عملياتها المصرفية وتعاملاتها المباشرة مع العملاء وأصحاب المصلحة؛ حيث سخرنا قدراتنا على تفعيل التمكين الرقمي، وجعل الابتكار مفتاحًا لتميزنا الرقمي، وقد نتج عن ذلك تحويل كافة معاملاتنا تقريبًا لتكون غير ورقية، وأطلقنا العديد من المنتجات المعتمدة بشكل كامل على الحلول الابتكارية، وجعلنا رحلة عملائنا رقمية بالكامل؛ وذلك في سياق خططنا لنكون بنكًا رقميًا بالكامل.

كما أطلقنا نموذج الخدمات المصرفية المفتوحة والمصرفية كخدمة (BaaS)، بهدف تعزيز مكانتنا في ريادة البنوك العاملة في المملكة.

وحرصًا على تسريع وتيرة تحقيق أهدافنا الاستراتيجية؛ نجحنا في الارتقاء بأدائنا وترسيخ مكانتنا ضمن أبرز البنوك الداعمة للتقنيات المالية في المنطقة، وقمنا بزيادة نطاق تركيزنا على تصميم حزم المنتجات لشركات التقنية المالية.

دعم الابتكار

أطلقنا في هذا العام النسخة التجريبية من مركز الابتكار الرقمي (جيل)، من أجل العمل على تطبيق المنتجات والابتكار لتكامل المنظومة عبر أقسام البنك وإداراته، بالإضافة إلى التكامل مع قطاع التقنيات المالية. وسيغطي المركز ويدعم جميع مجالات التحوّل الرقمي والابتكار، وسيتكون من: المختبر الرقمي، المصنع الرقمي، الاستوديو الرقمي، ومركز للبحوث الرقمية.

وفي سياق متصل، أطلقنا في 2022م إطار حاضنة الشراكة الاستراتيجية للتقنيات الناشئة في مجال التقنية المالية، وهو المشروع الأول من نوعه في المنطقة، كما أنشأنا مشروع Venture Building، وهو مشروع تحويلي يستهدف استكشاف إمكانيات نماذج مالية وتقنية وتجارية جديدة في مجال التقنية المالية.

وأطلقنا كذلك الدفعتين الثانية والثالثة على مدار ثمانية أسابيع من منصة الابتكار المفتوح لبنك الرياض، والمعروفة باسم “وصل”، وهي عبارة عن منصة تم تصميمها خصيصًا لرواد الأعمال والمبتكرين؛ لتزويدهم ببيئة تجريبية لإنشاء برامج وتطبيقات بالاستفادة من بيئة تحاكي بيانات وأدوات الربط المصرفية.

مصرفية الأفراد

واصل قطاع مصرفية الأفراد جهوده الحثيثة للمساهمة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للبنك وتحقيق أفضل قيمة للبنك، وواصل مسيرة نموه على مستوى الموجودات والمطلوبات والربحية.

المصرفية الخاصة والمصرفية المميزة: زادت قاعدة عملاء المصرفية الخاصة بنسبة 13% في 2022 مقارنة بعام 2021، وارتفع إجمالي الودائع بنسبة 8% كما ارتفع إجمالي قيمة العلاقة بنسبة 15%، ويعود الفضل في نمو المصرفية الخاصة بدرجة كبيرة إلى تقديم مجموعة منتجات استثمارية متنوعة لعملائنا، يقوم على خدمتها مديرو علاقات على درجة عالية من الكفاءة.

وفي ظل حرصنا على تطوير كافة منسوبينا، ومديري العلاقة منهم على وجه الخصوص؛ قمنا بإطلاق البرنامج الأول للمصرفية الخاصة لمديري العلاقات بالشراكة مع “فيتش ليرنينج”. ويهدف البرنامج إلى تحسين المهارات الفنية والسلوكية لمديري العلاقة، وفي ذات السياق، سجلت المصرفية المميزة زيادة في قاعدة عملائها.

معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي

%8.7

مصرفية الشركات

حافظ قطاع مصرفية الشركات على أداء قوي خلال العام 2022م، وسجل نتائج استثنائية ساهمت في تعزيز فرص التعاون المشترك بين قطاعات بنك الرياض، وبناء القدرات الضرورية لتشكيل مستقبله، والتي يجسّدها شعار “بنك واحد، فريق واحد”.

وعزز القطاع في 2022م جهوده في تعزيز محفظته بعدد كبير من الصفقات التي ساهمت بقوة في دعم جهود تنويع الاقتصاد الوطني، وتوفير التمويل والتسهيلات الائتمانية اللازمة لدعم الخطط التوسعية للعديد من الشركات الناشئة والكبرى والمتعددة الجنسية.

واستمرارًا لدورنا المحوري في دعم “رؤية المملكة 2030”، شاركنا في مجموعة واسعة من المبادرات التمويلية والتطويرية الموجهة لخدمة عدد من المشاريع الضخمة في قطاعات البنية التحتية، والتعليم، والرعاية الصحية، والسياحة، والترفيه، إلى جانب دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وبرامج التخصيص.

كما كثّفنا جهودنا خلال العام 2022م لتقديم أقصى قيمة للعملاء، مع التركيز بشكل خاص على شرائح السوق المختلفة، كما استفاد القطاع من تطبيق تحليلات البيانات والمعلومات في وضع استراتيجيات وتطوير عروض تناسب مختلف قطاعات السوق، من المنشآت الصغيرة والمتوسطة وصولًا إلى الشركات الكبرى. وقد أثمرت تلك الجهود عن تطوير كبير في آليات الاستهداف، وتوفير الموارد، وتطوير قنوات الخدمة والمنتجات، وبناء القدرات، وتوطيد التحالفات البيعية.

وفي هذا السياق، تجري عملية تحول نوعي داخلية على مستوى القطاع تُركّز في الأساس على خلق القيمة عبر حلول ومنتجات مبتكرة تُحسّن أوجه الكفاءة، وتعزز أتمتة العمليات ورقمنتها. كما نعكف في البنك على رفع مستويات رضا العملاء وزيادة سرعة تقديم الخدمات بالاستفادة من التضافر بين عمليات البنك وتحسين مزيج منتجاتنا. علاوة على ذلك، فإننا نعمل على تطوير أُطر عمل إدارة العلاقة وممثلي المبيعات لدينا؛ لضمان مزيد من الانسجام والتوافق مع ديناميكيات السوق، مدعومين في ذلك بمشروع منصة لإدارة العلاقة المصرفية “RM Workbench”.

واتخذ القطاع أيضًا خطوات مهمة لتعزيز أهداف البنك الاستراتيجية؛ من حيث تنمية محفظة الإقراض، وتحسين مؤشرات الأداء المالية.

كما واصلنا تعزيز مساهماتنا المهمة في تمويل المشاريع الخضراء خلال 2022م، وعلى رأسها البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، بتمويل قدره 7.4 مليار ريال سعودي موزعة على 28 مشروعًا للطاقة الخضراء والمتجددة تتجاوز تكلفتها الإجمالية 52 مليار ريال سعودي.

أيضًا واصلنا رحلتنا للتحول نحو الاقتصاد الأخضر منخفض الكربون من خلال إصدارنا مؤخرًا سندات استدامة بقيمة 750 مليون دولار أمريكي كأداة استثمارية لتمويل مجموعة من المشاريع الخضراء ومشاريع الطاقة المتجددة في قطاعات الطاقة والمياه، وغيرها.

المنشآت الصغيرة والمتوسطة

يتسق اهتمامنا الكبير بقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة مع برنامج الدعم الحكومي للقطاع، فضلًا عن تماشيه مع جهود زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي الوطني.

ووفقًا لبرنامج كفالة؛ استحوذنا على 22% من سوق التسهيلات الائتمانية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة، حتى نهاية عام 2022م.

بالإضافة إلى ذلك، وقَّعنا اتفاقية تعاون مع “منشآت” لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال الاستفادة من مراكز المنشآت الصغيرة والمتوسطة لبنك الرياض.

قطاع الخزانة واالسـتثمار

أدار قطاع الخزانة والاستثمار السيولة في البنك بكفاءة واقتدار خلال 2022م، ونجح في الحفاظ على معدلات جيدة لرأس المال والسيولة التي تمتعت بوضع قوي ساهم في دعم نمو البنك عبر إصدار ناجح لصكوك من الفئة الأولى هذا العام.

وتمكن القطاع أيضًا من تخفيف المخاطر التي تواجه استثمارات البنك من خلال التنفيذ الفعّال لسياسات التحوط، واستباق زيادة أسعار الفائدة برفع مستويات النقد، وهي استراتيجية عملت على حماية حصة كبيرة من قيمة محفظتنا. كما أدى التخارج من عددٍ من الاستثمارات في توقيت مناسب إلى تحقيق مكاسب رأسمالية جيدة، والحفاظ على رأس المال.

“بنك واحد، فريق واحد”

تمويل المشاريع الخضراء

7.4 مليار ريال سعودي

وقَّعنا اتفاقية تعاون مع “منشآت” لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة

أنجز قطاع الخزانة والاستثمار كثيرًا من الأشواط المهمة، واستوفى أبرز مؤشرات الأداء الرئيسية في إطار مساعيه لتحقيق أهداف البنك لعام 2025م، وتنفيذ استراتيجيته التي تدعو إلى خلق قيمة عبر الابتكار، وتوفير التمكين عبر نماذج تشغيلية متطورة، وتعزيز الكفاءة من خلال الرقمنة.

حيث شرعنا بنجاح في ترقية شاملة لمنصة نظام الخزانة، وإدخال عدة تحسينات عليها من شأنها رفع مستوى كفاءة خدمات العملاء، بالإضافة إلى تحقيق تكامل أكثر سلاسة ورقابة أكثر صرامة على العمليات.

وشكل اعتمادنا المبكر للاتصالات الرقمية مع عملائنا من الشركات ميزة واضحة للبنك، سمحت لنا بزيادة حجم معاملات صرف العملات الأجنبية، وتوسيع حصتنا السوقية. كما انتهينا بنجاحٍ من تنفيذ المرحلة الأولى من منصتنا الرقمية للصرف الأجنبي (RBFX)، والتي تُمكّن عملاء مصرفية الشركات من تغطية متطلباتهم من العملات الأجنبية بأسعار فورية وتنافسية للغاية. ونعمل حاليًا على توسيع نطاق المنصة وإتاحة خدماتها لقطاعاتنا الأخرى، أبرمنا أيضًا عددًا من الاتفاقيات المهمة والجديدة لتوسيع شبكة علاقاتنا مع البنوك المحلية والدولية، وتعزيز مستوى وصولنا إلى الأسواق، وضمان حصولنا على تسعير أفضل للمنتجات، وكثير من تلك الاتفاقيات وصلت في الوقت الراهن إلى مراحل متقدمة من التنفيذ.

إطلاق هويتنا الجديدة

“بنكي دائمًا معك”

الحوكمة البيئية والاجتماعية للمؤسسات

برهّنا عن التزامنا العميق بالاستدامة المؤسسية وبمسؤولية تجاه العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة؛ وهو التزام وصل أعلى مستوياته في 2022م.

وبينما يُمثّل هذا الالتزام أمرًا بالغ الأهمية لمستقبل البنك؛ فإنه سيمكننا أيضًا من أداء دور فعّال ومحوري في المساهمة بإحداث تغييرات إيجابية تُفضي إلى مستقبل أفضل لمجتمعاتنا ومساهمينا والمجتمع ككل.

وشهد العام 2022م إصدار باكورة تقاريرنا حول الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية؛ وانطلاقًا من مبادرة السعودية الخضراء؛ أطلقنا مبادرة زراعة 4 ملايين شجرة تمتد لـ 10 سنوات؛ أيضًا قمنا بتطوير أول آلة حاسبة عربية للبصمة الكربونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

هوية جديدة

أزحنا الستار في هذا العام عن هويتنا الجديدة “بنكي دائمًا معك”، وأتى إطلاقنا لهويتنا لنؤكد من خلالها عراقتنا كجهة مالية موثوقة طامحة للمستقبل واضعة نصب أعينها الوصول إلى مستهدفات التحول الاستراتيجي للبنك 2025م، والتي تتخطى تطلعاتنا الذاتية لما هو أبعد وأشمل؛ حيث مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتأتي هذه الهوية لتجسّد مبادئنا الراسخة المبنية على أن الإنسان هو جوهر أولوياتنا، وبأن نكون الأجدر على تحقيق تطلعاته في تجربة مالية مصرفية تزداد ثراءً يومًا بعد آخر، لنجعله دومًا السبّاق نحو الأفضل والأحدث في عالم الصناعة المصرفية.

شكر وتقدير

وفي الختام.. نتشرف في بنك الرياض بأن نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام القيادة الرشيدة متمثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله ورعاهما-، كما أتقدم بخالص شكري وتقديري للبنك المركزي السعودي وهيئة السوق المالية وسعادة رئيس مجلس الإدارة ولأصحاب السعادة أعضاء المجلس الموقرين على دعمهم المتواصل وتوجيهاتهم السديدة، مع وافر الشكر والامتنان لمساهمينا وعملائنا على ثقتهم، والشكرُ موصولٌ لكل أعضاء أسرة بنك الرياض على تفانيهم ومساهماتهم وأدائهم المتميّز خلال هذا العام الحافل بالإنجازات.

ونتطلع جميعًا إلى عام آخر يزخر بالنجاح والإنجازات لنتبوأ -بعون الله- الريادة، ونصبح البنك المفضل في المملكة بحلول عام 2025م بتضافر جهودنا وتميز خدماتنا والتزامنا.

والله الموفِّق